الحوض الغربي… و حصاد لكراير المنتظر / د.محمد الأمين شريف أحمد

تداعت من كل حدب و صوب ساكنة الحوض الغربي، لتشهد يوم إنطلاق الحملة الزراعية على عموم التراب الوطني، و تتأكد من حرص رئيس الجمهورية على تحقيق هدف الإكتفاء الذاتي في مجال الغذاء، و نظرا لتداخل و تمازج الزراعي بالسياسي، كانت المناسبة بالاضافة إلى الهدف المعلن لها، مناسبة سياسية، يتبارى فيها الطيف السياسي الداعم لرئيس الجمهورية كل من موقعه و حسب جهده.
إستجاب كل الفاعلين السياسيين لنداء إستقبال فخامة الرئيس، و حضروا من مختلف المقاطعات، فمنهم من حضر منفردا و منهم من أحضر معه جماعة و منهم من ضرب الخيم و جلب جموعا غفيرة…،  تنافس الجميع على الصدارة و الظهور، و كانت الشعارات واضحة و بارزة أمام رئيس الجمهورية و الوفد المراقق له، مرسوم عليها الترحيب و التَّعَلُّق برئيس الجمهورية، و بعضها حمل مطالب و مظالم مرفوعه للرئاسة.
من بين هذا الزحام و التدافع، و حب السيطرة على المشهد، كان بارزا حضور طيف سياسي تَسَمَّى بكتلة النائب عمار ولد أحمد سعيد، الذي كانت خيامه أمام منصة الشرف مباشرة مزدحمة، و كان تعدد الشعارات المميزة للكتلة بين جموع المستقبلين شاهدا على الحضور القوي للرجل في مختلف مقاطعات الولاية، أقل ما يمكن أن يُسجل المراقب أن هذه الكتلة السياسية منظمة و متجانسة و قوية. و أنها سجلت حضورا مميزا و لافتا، كان هو الابرز و الأوضح في ساحة الإستقبال.

الحصاد المنتظر :
لا شك أن المزارعين باشروا عمليات تهيئة الأرض و البذر، و أن السياسيين بذروا، و الكل ينتظر حصاده، و من المعلوم أن حصاد المزارعين يتطلب الثلاثة شهور على الأقل، و أن حصاد السياسيين لا يتطلب وقتا بعينه ليتم القطاف، بقدر ما يتطلب من حضور و حسن إستقبال، و إتصال بالدوائر المحيطة بالنظام، و تحالفات ظاهرة و أخرى مَخْفِيَّة، عوامل كثيرة تساهم في تسريع و تعظيم الحصاد السياسي، و كل فريق سياسي بارع بتسويق عمله السياسي، و الظفر بتعيين أطره في مناصب عليا، و مشاريع البنى التحتية في مُدنه و قراه.
و يبقى حصاد لكراير السياسي معلقا إلى حين، و تنحصر سناريوهاته في:
السيناريو الأول:
أن يغض النظام الطرف عن الجميع و لا يرتب أي تعيين أو تثمين للمجهودات، و تعتبر سلبيات هذا الخيار أكثر من إجابياته، و سيفاقم من إحساس الجميع بالتهميش و الإحباط، و يُصعب من مهام حزب الإنصاف مستقبلا في الولاية؛
السيناريو الثاني:
أن تستفيد الكتل السياسية التي تتقن العمل في الخفاء، ذات العلاقة بالدوائر الأمنية و الدوائر الحكومية، و لا تولي إهتماما للناخبين، و تنفرد بالمكاسب المترتبة على نجاح الزيارة، و هذا السيناريو. يبعث الإحباط لدى الكثير من القواعد و قادة الرأي على مستوى الولاية؛
السيناريو الثالث:
أن تستفيد الكتل السياسية الأكثر حضورا في الساحة، و تتم مكافأتها على ما بذلت من مال و عمل، و بذلك يرسل النظام رسائل واضحة الدلالة و المعنى، أنه بمقدار التضحية و الحضور ستكون المكافأة، و بإعتماد هذا السيناريو سيكون حظ ما يسمى بكتلة النائب عمار ولد أحمد سعيد الأوفر؛
السيناريو الرابع:
أن يكافئ النظام الجميع، و كل يرتب له ما يستحق من تثمين للجهود، و توظيف للأطر و مآزرة جميع القواعد من خلال منشاءات البنى التحتية، وهذا هو الخيار الأمثل الذي سيمكن حزب الإنصاف من الظفر بالولاية، و يُمكِّنُ من تكرار العمل الناجح المنظم الذي تم خلال إستقبال رئيس الجمهورية في قرية لكراير ببلدية كاعت التيدومة بمقاطعة تامشكط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى