مات الزهد ومات الورع ومات النبل وماتت المعالي بموت الشيخ “أحمد ولد سعدبوه”

لا تحيا الأمم ولا ترقى الشعوب إلا بعظمائها، وعظماء أمّة الإسلام هم أهل الصلاح والإصلاح، الذين يحتسبون وجه الله سبحانه فيما ينالهم من العنت والمشقّة حين تأدية واجبهم وتحقيق رسالتهم، والذين يتركون في الناس الذكر الحسن في حياتهم وبعد مماتهم، هم البركة الحقيقيّة والذخيرة التي لا تنضب، يعرف ذلك من لمس أثرهم، وحرص على القرب منهم، وشتّان بين الجليس الصالح، وجليس السوء.

فإذا كانت حاجة الأمم إليهم وتعلّقها بهم لا تُقدّر بثمن، فكيف الحال إذا كان تناقصُ أعدادِهم واختفاءُ آثارهم هو علمٌ من أعلام الساعة وأشراطها؟

فقدنا في هذه اللحظات بدرا من بدور الورع والزهد وعلما من أعلام التصوف الموغلين في محبته ومحبة الأولياء والأتقياء الصالحين وأصفياء أمة الرسول الأعظم والنبي الأكرم عليه أفضل الصلوات وأزكى التسليم “الشيخ أحمد ولد سعد بوه” الذي ظل محافظا عابدا زاهدا في حطام الدنيا وزخارفها.

عاش رضوان الله عليه عمرا حافلا بالورع والزهد والمداومة على الأوراد والأدعية والاستغفار وتلاوة القرآن باحثا عن الحق ومحافظا على كل السبل الموصلة إلى الطريق الصحيح للهدي النبوي والتصوف السني لا يداهن ولا يلاين أهل البدع يشق عليهم ويغلق بابه في وجوههم.

عرفناه طيبا بشوشا لا يميل إلى الحديث عن الدنيا محبا لمطالعة كتب علماء التصوف وجهابذته من أمثال الشيخ سيدي المختار الكنتي وسيدي عبد القادر الجيلاني والشيخ سيدي محمد الخليفة وعلماء المدرسة المختارية والبكائية والمدرسة الفاضلية التي هي مدرسة شيخه رضي الله عنه وأرضاه “شيخنا ولد يب ولد التار”.

بهذه المناسبة الحزينة أتوجه بكامل العزاء والمواساة إلى الشيخين الكريمين الشيخ “محمد يحظيه” والشيخ “أحمد الهيبه” أطال الله بقاؤهما، وكل أفراد أسرة أشياخنا الكرام، والعزاء موصول إلى أسرة أهل سعدبوه، بدءا بمحمد محمود ومحمد وشيخن ولد سعدبوه وانتهاء بكل فرد من أفراد الأسرة الكريمة، والعزاء مرفوع إلى البكريين وجميع الأسرة الكنتية عامة,

نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، أن يتقبل “الشيخ أحمد ولد سعدبوه” في جنات الخلد، وأن يبدله دارا خيرا من داره أهلا خيرا من أهله، وأن يجعله في صفوف المكرمين من الأنبياء والأولياء والشهداء والصالحين.

إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

أخوكم: أحمد ولد طالبن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى