رسالة من بعض نواب الجمعية الوطنية إلى السفير الأمريكي بنواكشوط (وثيقة)

قد يكون من المناسب أن تبدأ رسالة مكتوبة من قبل مشرعين موريتانيين إلى سفير “أكبر” دولة في العالم بالتحايا وعبارات التفخيم والتعظيم والمجاملات التي تليق بمقام الدبلوماسيين “الكبار”، لكن أشلاء أطفال ونساء غزة المتناثرة في الهزيع الأخير من الليل من أعظم شهر عند المسلمين شهر رمضان وعلى الهواء مباشرة، هذه المشاهد المروعة والتي لا تصفها الكلمات جعلت كل قواميس الدبلوماسية تتمزق أمام اللحظة الإنسانية المضمخة بالقهر والظلم والاستكبار والاستعلاء والاستهتار بكل القوانين والأعراف الدولية.

سعادة السفير

هل تدرك معنى أن تنطلق 100 طائرة حربية محملة بأطنان المتفجرات المقدمة
“هدية” من نظامكم لأكثر الجيوش في العالم دموية وإجراما لتقصف مئات آلاف الأبرياء النائمين في خيم يحاصرها الجوع والبرد والمرض؟! في نفس اللحظة التي كانت تلك الطائرات تدك خيام اللاجئين بقنابلها كانت متحدثة بيتكم “الأبيض” الملطخ بدماء الأبرياء تتحدث عن دعم رئيسكم ترامب لخرق اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق يد مجرم الحرب نتياهو لاستئناف حرب الإبادة ضد الغزيين الخارجين توا من حرب إبادة استمرت خمسة عشر شهرا، وكنتم أكبر الداعمين فيها بسلاحكم ومالكم ومعلوماتكم ودبلوماسيتكم بل وجنودكم!

هذا فضلا عن حصار خانق مستمر منذ 17 عاما وعن سلسلة حروب سابقة
شنتها صنيعتكم دولة إسرائيل على شعب محاصر يتمسك بحقه في الإقامة على أرضه والدفاع عن كرامته وعرضه .

سعادة السفير

كيف سمح لكم ضميركم بالنوم في ليلة تناثرت فيها دماء الأطفال والنساء والشيوخ بفعل دعم دولة أنتم تمثلونها؟!

سعادة السفير

إننا نحمل بلادكم وخاصة حكومة ترامب كامل المسؤولية عن هذه الحرب الهمجية التي يشنها الجيش النازي ضد الأبرياء في فلسطين وخاصة غزة،
وتتحملون كذلك كامل المسؤولية عن ردات فعل ملياري مسلم لم تحترموا مشاعرهم في أعظم شهر لديهم وفي أعظم لحظة وقت السحور. إنكم بمشاركتكم الفجة ودعمكم اللامحدود لحرب الإبادة تعرضون أمن وسلم العالم للخطر وترسلون رسائل بالغة السلبية للجميع أننا فعلا نعيش في عالم الغاب وأن منطق القوة هو المنطق السائد وأن الضعيف لا مكان له في عالمكم. تحاصرون مليوني إنسان وتباركون كل خطوة يقوم بها مجرمو الحرب في إسرائيل ثم تحلمون بعلاقات سوية مع العالم الإسلامي، كيف يكون ذلك؟!

هل بلغ بكم استغباء المسلمين والعرب هذه الدرجة؟ أم أنه منطق الاستكبار والظلم؟!

دروس التاريخ تعلمنا جميعا أن المحتل إلى زوال مهما استعلى وتجبر وأن المدافع المقاوم على أرضه منصور في نهاية المعركة، وفلسطين ستتحرر يوما بنضال أهلها ووقوف العرب والمسلمين وأحرار العالم معهم والكيان الصهيوني وداعموه لن ترضى بهم مزبلة التاريخ.

سعادة السفير

بالرغم من أن كل لحظة تمر تحمل معها ما لا تتصورون حجمه من المآسي الإنسانية والمجازر البشعة المتواصلة، فإنه ما يزال في الوقت متسع لمراجعة موقفكم من حرب الإبادة والمجازر بحق الأطفال والنساء والشيوخ، يمكنكم العودة ك “وسطاء” إن أردتم انتشال صورتكم أمام العالم العربي والإسلامي والتي
تتردى في الحضيض ويمكنكم الاستمرار في دعم عتاة المجرمين وساعتها تحملوا عواقب ذلك وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون!

النواب الموقعون :
1-صالح حننا
2-عبد السلام حرمة
 3- محمد طالبن
4-العيد امبارك
5-الخليل النحوي
6-ازعورة بيدي
7-ابحيدة خطري
8-احمد امبالة
9-محمد يحي
 10-محمد الأمين سيدي مولود 11-داوود ولد احمد عيشه
12-مني سيد احمد الدي
13-القاسم بلالي
14-لوديعة اشفاغة
15-المختار محمد الإمام
16-محمد انداري
17-الطاهرة سيدي عال
18-الحسن ولد باها
19 -اللولة منت زارق
20 -جميلة النهاه
21-السالمة اعمر شين
22 -أمية سعيد
23 -يحي ابوبكر
24 -صداف آد
25 -المرتضي أطفيل
 26-إسلك ابهاه
27-الدكتور با مامادو
28 -القاسم السالك
29-عبد الله بوكه
30-ام المؤمنين احمد سالم 31 -اعزيزة جدو
32-محمد بوي الشيخ محمد فاضل
 33-موسي ولد الدد
34-الناجي محمد التركزي
35-عبدو ولد وداد
36-محمد المختار محمد محمود
37-محمد سيد المختار

نواكشوط بتاريخ : 19 مارس 2025

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى