دبلوماسي: الديمقراطية والأمن ملفان أساسيان بالنسبة لموريتانيا
أكد السفير الموريتاني لدى اليونسكو شيخنا النني مولاي الزين إن ملفي الديمقراطية والأمن أساسيان بالنسبة لموريتانيا، مردفا أنها عملت بقوة على تعزيز وترسيخ مسارها الديمقراطي، وحماية حدودها عبر مقاربة استراتيجية ذات شقين أمني وفكري.
وقال ولد مولاي الزين خلال مداخلة له في مؤتمر للمنظمة الدولية للفرنكفونية في باريس إن العجز أو الخلل الديمقراطي في مناطق الفضاء الفرنكفوني يتأتي من خلال جملة من الأسباب أبرزها عجز التدبير الاستراتيجي في الحوكمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف ولد مولاي الزين أن هذا العجز يعبر عن نفسه من خلال مؤشرات عديدة منها على سبيل المثال الاستيلاء على السلطة، وإقصاء القوى الحية في المجتمعات، وخصوصا من النساء والشباب.
واعتبر ولد مولاي الزين أن إقصاء المعارضة السياسية، وتحكم ثلة محدودة في الموارد الاقتصادية والمالية يعزز باستمرار الانقسامات بين فئات وشرائح والمجتمعات، وفي هذا الخضم تضيع دعوات الحوار، ويتعزز الخلاف، وينمو العجز الديمقراطي والاضطراب الأمني
وتحدث ولد مولاي الزين عن التجربة الموريتانية في تعزيز الديمقراطية وترسيخ الأمن مؤكدا أن الرئيس محمد ولد الغزواني ركز منذ انتخابه 2019 على تهدئة الفضاء السياسي، كما اهتم بفتح مجال التشاور والتقارب مع مختلف الطيف السياسي، مما سيكلل بمشاورات وطنية، قريبة جدا، وذلك لحل جميع مشاكل الأمة، مضيفا أن هذا النقاش سيكون شاملا ولن يقصي موضوعا ولا طرفا.
وأكد ولد مولاي الزين أن الرئيس ولد الغزواني يولي اهتماما بالقوى الحية للمجتمع، وهي الشباب والنساء، ويتم العمل الآن عبر عدة برامج حكومية على التمكين الشامل لهذه الفئة المهمة.
وقال ولد مولاي الزين إن الحكومة انتهجت ضمن الحوكمة الاجتماعية الحوار الاجتماعي مع المنظمات النقابية وهيئات المجتمع المدني مما عزز من التقارب واللحمة الوطنية.
وشدد على أن الحكومة تعمل في الميدان الاقتصادي على تبسيط إجراءات تكافؤ الفرص، حتى يتمكن جميع الفاعلين الاقتصاديين من الحصول على التمويل والتسهيلات المنصوص عليها في قانون الاستثمار، مع إعطاء الأولوية للنساء والشباب.
وأردف ولد مولاي الزين أن موريتانيا تعاملت مع التهديد الأمني بكثير من صرامة العلاج، وفعالية الوقاية الأمنية والفكرية، وذلك عبر استراتيجية من محورين، هما تأمين الأراضي والحدود من قبل قوات مدربة تدريبا جيدا وتحديث وتطوير الوسائل اللوجستية، والدخول في حوار ديني مع المسجونين بتهمة الإرهاب.
وذكر ولد مولاي بأن موريتانيا لم تشهد أي عمل إرهابي منذ عام 2010، ومن بين 64 شخصا معتقلا شاركوا في الحوار مع العلماء وأطلق سراحهم، عاد اثنان منهم فقط إلى المعسكرات، فيما عادت البقية إلى أسرهم واندمجت في الحياة العامة والهادئة بين المجتمع.
وعملت موريتانيا خلال المؤتمر ضمن المجموعة الإفريقية على استصدار موقف يدين التعامل العنصري والاقصائي مع الأفارقة خلال تنظيم عمليات النزوح من أوكرانيا إلى دول جوارها.
وناقش المؤتمر الذي بدأت فعالياته الأربعاء 16 مارس في باريس إشكالات العجز الديمقراطي والأمني في مناطق الفضاء الفرنكفوني، كما سعت القمة إلى اعتماد لائحة تنظيمية للهيئات المنضوية تحت المنظمة الدولية للفرنكفونية، إضافة إلى اتخاذ قرار بشأن أزمة أوكرانيا
وترأس المؤتمر وزير خارجية تونس عثمان الجرندي، والذي تترأس بلاده الدورة الحالية للمنظمة الدولية الفرنكفونية، وبحضور أمينتها العامة الرواندية لويز موشيكيوابو.