مولاي اشريف يكتب: سيد أحمد ولد محمد: الكفاءة التي ملأت الفراغ

كما هو معروف في أبجديات الأحزاب السياسية السلطوية، فإن نظام الحزب فيها يتسم بالمرونة والفاعلية، تبعًا للحالة العامة للنظام السياسي الحاكم. ويُعتبر الحزب ترجمة حرفية للبرنامج الانتخابي للرئيس، بعيدًا عن تعقيدات المساطر والنظم الداخلية المنظمة.
إلى ذلك، فإن البيروقراطية المدنية والعسكرية المعقدة للمنتسبين للحزب تتطلب الكثير من الذكاء والجرأة، مع حدٍّ أقصى من الرزانة والتأني، ليتواءم الأداء السياسي مع طلبات المنتسبين أو المنتمين للحزب، الذي يُعدّ الممثل الشرعي التقليدي الأبرز لرأس السلطة السياسية القائمة. ويتم ذلك من خلال الولاء الفردي والجماعي، طمعًا في المكتسبات أو حفاظًا عليها.
تولّى سيد أحمد ولد محمد رئاسة الحزب في ظرف سياسي استثنائي، أعقب انتخابات رئاسية، وتشكيل حكومة جديدة، وسط آمال وطموحات واندفاع من النخبة السياسية لحصد نتائج جهد سياسي مفترض أو حقيقي بُذل في الحملات الانتخابية التشريعية والرئاسية. وهو الوزير “الشغّال” في نظر الرأي العام الوطني، فمنذ دخوله الحكومة وزيرًا للتجارة، مرورًا بقطاع المياه، وانتهاءً بالإسكان والعمران، كانت بصمته وفاعليته محل إشادة وإعجاب من الرأي الوطني وحتى من النخب السياسية شبه المعارضة للنظام، التي طالما أشادت بأدائه وكفاءته وحسن تسييره.
مكافأةً له على هذا الأداء المتميز، وتقديرًا لما يتمتع به من شرعية اجتماعية ومناطقية، فضلًا عن كفاءته وأدائه، أُسندت إليه رئاسة حزب “الإنصاف” بعد انتخابات رئاسية ناجحة. وفي ظل هذا الظرف الضاغط وإكراهات الممارسة السياسية لأكبر حزب وطني، الذي يُمثل واجهة لمختلف مجموعات الضغط من بيروقراطيين مدنيين وعسكريين ورجال أعمال ومشايخ تقليديين ومرجعيات اجتماعية وروحية وتجمعات شبابية ونخبوية، يدير سيد أحمد ولد محمد الحزب بكل انسيابية ومرونة.
إصلاحات ومبادرات بارزة
مبكرًا، عقد الحزب مؤتمره السياسي الأول، حيث تم تمديد عمل لجانه من أجل إعطاء الأولوية للعمل الحكومي، مع الدخول في الأنشطة الحزبية من تظاهرات وندوات، ومن أبرز محطات العمل الحزبي خلال الفترة الأخيرة:
تنظيم ندوة رفيعة المستوى حول محاربة الفساد وإصلاح النظام المالي الوطني.
إرسال وفد رسمي للحزب إلى مناطق الضفة المتضررة من الفيضانات.
إيفاد نائب الرئيس، محمد يحيى ولد حرمة على رأس البعثة التحضيرية لزيارة رئيس الجمهورية لولايات لبراكنة ولعصابة.
مواكبة الحزب لفعاليات مهرجان مدائن التراث في نسخته الـ13 بمدينة شنقيط.
افتتاح الموسم السياسي للحزب 2024-2025.
تنظيم مهرجان اللجنة الشبابية للحزب.
همزة الوصل بين الجهاز التنفيذي والسياسي
وُفق سيد أحمد ولد محمد في ملء الفراغ، فكان همزة الوصل بين الجهاز التنفيذي والجهاز السياسي المدني الداعم لرئيس الجمهورية، وهو إشراك جدير به وثقة مكتسبة.
فلا تتعجلوا…
✍ مولاي اشريف / مولاي اشريف
ناشط بحزب الإنصاف